مي فرنانديس: ميسي لا يُشكّل فريقًا

أسطورة الرجل الواحد

لا يمكن إنكار أن ليونيل ميسي لاعب رائع بحق. لكن حتى أعظم لاعب في التاريخ الحديث لا يمكنه الفوز ببطولة نهائية وحده. هذا ليس تكبرًا — بل حقيقة قابلة للقياس.

أنا صممت نماذج تنبؤية لESPN لتقييم أداء اللاعبين عبر الدوريات. والنتيجة واحدة دائمًا: عندما نعزل لاعبًا (حتى ميسي)، تنخفض فرص الفوز بشكل كبير في المباريات الحاسمة مثل نهائي كأس العالم الأندية.

إليك مي فرنانديس — نجم بورتو الصاعد، ومنتج أكاديميته الشهيرة. لم يكن تصريحه مجرد حماسة ما بعد المباراة؛ بل كان تحليلًا موضوعيًا من شخص نشأ على روح النادي: الانضباط، الهيكل، والهوية الجماعية.

الوحدة فوق الغطرسة

لم يقل فرنانديس إن «ميسي غير جدير بالتقدير». بل قال شيئًا أكثر خطورة أمام الإعلام الرياضي القائم على السرد:

“هو لاعب عظيم… لكنه ليس فريقًا واحدًا.”

هذه الجملة تعكس ما يعرفه كل استراتيجي مدروس بالمعلومات: لا يمكن لأحد أن يؤدي 11 دورًا في آنٍ واحد.

بورتو تلعب بهدف واضح — التضيق العالي، التحرك الديناميكي بين المراكز، الحفاظ على التشكيل تحت الضغط. نظامهم ليس متوقفًا على لحظات البراعة؛ بل يعتمد على الاستقرار خلال 90 دقيقة.

ومiami؟ قدّموا دليلهم أيضًا. تحت قائد تتا مارتينو، لا يملكون فقط ميسي — بل يعملون حوله بشكل منظم. التمريرات قبل أهدافه ليست صدفة؛ إنها نتيجة أنظمة مدروسة لتحقيق الكفاءة القصوى ضمن بنية جماعية.

هذه ليست فكرة ضد ميسي — بل هي منطق كرة القدم الحقيقي.

البيانات لا تكذب (لكن السرود تمثلها)

المشجع العادي يشاهد للدراما ولحظات السحر — وهو ما يقدمه ميسي بكثرة. أما أنا؟ أراقب الأنماط: معدل إكمال التمريرات تحت الضغط (72% مقابل 64% للنجميات)، المساهمات الدفاعية لكل مباراة (أكثر من 3 استعادة)، والأداء المستمر عبر البطولات المتعددة.

أنظر إلى إحصائيات الموسم الماضي: المتوسط العام لمiami International هو 58% سيطرة، لكن معدل تحويل الفرص إلى أهداف دون وجود ميسي في الهجوم هو 12% فقط مقابل 23% عندما يكون مركزياً في الهجوم.

لكن النقاط الحاسمة؟ عندما تخسر الفريق السيطرة في منتصف المباراة؟ تنخفض نسبة السيطرة عند أقل من 40%. وهذا يقول لي شيئًا أهم بكثير من أي تسجيل هائل يمكن رؤيته في الإعلانات التجارية.

كرة القدم ليست شطرنجاً بأقدام أفضل؛ إنها روجبي بلا كثافة كبيرة وبنك بيانات كبير.

الخطر الحقيقي ليس رجل واحد… بل نظام واحد

أضاف فرنانديس أيضًا نقطة مهمة:

“نحن نعامل كل مباراة بنفس الطريقة — لا نهتم بموقعنا أو شهرة الفريق المنافس.”

هذه الفلسفة — معاملة جميع الخصوم بنفس الشدة — نادرة بين اللاعبين الشباب اليوم، خصوصاً أولئك الذين نشأوا ضمن دوائر الشهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

نشأ فرنانديس وهو يرتدي قميص بورتو لأنه آمن به — وليس لأنه يريد التقاط صورة مع النجوم في مؤتمرات الصحافة.

في هذه اللحظة تقف الفرق بين المواهب والثقافة التي تبني الإرث: أحدٌ يسعى للظهور؛ الآخر بناء المرونة عبر العملية اليومية.

وهذا النوع من الأنظمة؟ لا يخاف من العظمة — بل يتغلب عليها حين تكون جزءاً من المعادلة وليس كاملها.