لماذا فرق أمريكا الجنوبية ليست كما تبدو

عيب المنطق العاطفي

هل سألت نفسك: إذا كانت فريقًا جنوبيًا يلعب كأفضل فريق أوروبي — ويغلب البطل بانتظام، ويسيطر على الكرة، ويسجل بسهولة — فلماذا لا يكون نجمه الجناح في المنتخب البرازيلي أو الأرجنتيني؟ الصورة مضحكة. لكنها تتكرر كل مرة يصرّ أحدهم أن ‘هذا الفريق أفضل من تشيلسي’ بعد فوز مبهر. رأيت هذا كثيرًا. فريق كوبا ليبرتادوريس يفاجئ ريال مدريد في مباراة ودية. فجأة يسمونه ‘مانشستر سيتي الجديد’. لكن السؤال الذي لا أحد يطرحه: أين سيكون هذا الفريق في تصنيف فيفا لو لعب ضد أفضل الفرق الأوروبية باستمرار؟

اختبار الواقع مع المنتخب الوطني

هنا تبدأ البيانات بالتفوق على العاطفة. تشكيلة البرازيل الوطنية تحتوي على 22 لاعبًا من 18 ناديًا مختلفًا حول العالم، فقط ثلاثة منهم من دوريات غير أوروبية. الأرجنتين؟ نفس القصة — اثنان فقط من خارج أوروبا يصلان إلى القائمة. إذا كان لاعب من ريفير بلاتا أو بالمي拉斯 يستحق التصنيف العالمي — هل سيُستبعد حقًا عن الترشيح للمنتخب الوطني؟ لا طريقة. إذا كنا نتحدث عن مواهب قوية، يجب أن تكون هناك تداخل بين الأداء في النادي والاختيار للمنتخب. بدون استثناءات.

لماذا نقع ضحايا القوة الوهمية؟

نظريتي: نحب الدراما أكثر من البيانات. هدف حرّي من 35 ياردة خارج المنطقة؟ أيقونة. تعادل آخر دقيقة أمام 70 ألف متفرج؟ شهرة فورية. لكن هل يعني ذلك أنهم أفضل من باريس سان جيرمان عند كامل قوته يوم الثلاثاء؟ ربما ليس كذلك. النماذج الذكية للرهان تراقب الاستقرار — وليس اللحظات المثيرة. عندما ننظر إلى xG (أهداف متوقعة)، والاستقرار الدفاعي، ودقة التمرير تحت الضغط عبر مواسم متعددة… غالبًا ما تتراجع الفرق الجنوب أميركية مقابل نظرائها الأوروبيين — حتى لو انتصرت على الورق. هذه ليست معارضة لأمريكا الجنوبية — بل دعوة للصدق.

المبدأ الوحيد الذي يجب أن يستخدمه كل محلل لتقييم أي فريق:

إذا لم ترَ هذا اللاعب تمثيل منتخب بلاده بشكل منتظم، فإن تميزه النضالي قد يكون مشوهًا بالسياق — وليس المهارة وحدها خذ مباراة إكوادور بين إل دييوكيتو وبلاسيرا س سي: أحدهما يفوز بثلاثة أهداف في الدرايم - ثم بعض المحللين يقولون ‘مستعدون لليوغا’. لكن لم يتم اختيار أي لاعب منهم في منتخب إكوادور لكأس العالم العام الماضي. هل هم سيئون؟ لا. هل يعني ذلك أن هيمنتهم المؤقتة لا تحظى بأهمية؟ أيضًا لا — لكنها تعني عدم الخلط بين ‘الزخم’ و’المكانة الحقيقية’. الفِرق الأوروبية تخوض مواجهات صعبة بشكل مستمر وتُقاس بمقياس أعلى كل أسبوع. لهذا السبب تنطبق الإحصائيات أكثر مما تنطبق العناوين بعد الجولة الأولى من سبتمبر. الأداء المرتفع ليس محددًا بكثافة صراخ الجماهير خلال وقت التعويض — بل هو الإنتاج المستمر عبر بيئات حيث الفشل له عواقب أكبر من مجرد الكرامة.